في الأيام الأولى من شهر تشرين الأول ، كان الحر شديدًا للغاية ، فحدثت نفسي بأن أدخل أي مكان مغلق تراه عيني ، مشيت اجر جسدي المتعب المهزول الذي يفتقر للنشاط و القوة اللذان يملكانهما من هم في نفس سني ، فضلًا عن النحافة و قصر القامة اللذان زادا الأمر سوءًا و جعلاني أبدو كالطفل .
مشيت حتى وجدت مقهى اخيرًا ، لا اتذكر اسمه و لكنني دخلته على اي حال دون تردد ،
مقهى يعج بالكتب رغم حجمه الذي لا يكاد يكفي سبعة أشخاص دون أن يزاحم واحدًا الآخر في جلوسه.
شرعت في قراءة احداهم كي لا ابدوا مريبًا و لكن سرعان ما اندمجت مع احداث الرواية ،
سألني غريب كان يجلس بجانبي إن كنت أهوى القراءة.
شرعت في قراءة احداهم كي لا ابدوا مريبًا و لكن سرعان ما اندمجت مع احداث الرواية ،
سألني غريب كان يجلس بجانبي إن كنت أهوى القراءة.
سألني وكأنه كان مستنكرًا ضئالة جسدي في أن أقرأ رواية أدبية تكاد تكون أكبر حجمًا مني لدسامتها.
يبدو وكأنه لم يعتد على رؤية الاطفال هنا ولكنه أراد أن يختار سؤالًا أكثر لطفًا، بعيدًا كل البعد عن التطفل المزعج.
يبدو وكأنه لم يعتد على رؤية الاطفال هنا ولكنه أراد أن يختار سؤالًا أكثر لطفًا، بعيدًا كل البعد عن التطفل المزعج.
فأجبته بإمائة خشيةً من أن أقطع تمعني في أحداث الرواية.
فاردف يسألني بفضول عن السبب وراء حبي لها.
فنظرت إليه بصت يكاد يتجاوز دقيقةً كاملةً.
كنت تائهًا لا اعرف كيف أرد على سؤاله البسيط.
و كأن تلك الدقيقة التي نظرت فيها لوجه الغريب أعادتني أربع سنوات إلى الماضي.
فتذكرت أيام الشباب على الرغم من عمري الذي لا يكاد يتجاوز الخامسة عشر.
و لكن كثرة قراءة الكتب اشاخت تفكيري.
يأس من صمتي ضنًا منه باني مجرد أبكم، عاد يرتشف قهوته متناسيًا وجود أبكمٍ بجواره.
صمتُ ولكن ضميري يعاتبني.
يقول لي إنه من الأفضل أن اغلق كتابي. فاستأنافه بسؤال آخر دليلٌ على انه يريد مني جوابًا مفصلًا، لا اعرف إنطباعه عن صمتي ولكنِ سأجيب رغم جهلي. فشفتاي أرادات أن تخرج أي إجابة تطرأ عليها حتى أُبطل كل توقعاته. فأنا لست الطفل الذي يضنه.
فليس ذنبي، إن كان سؤاله صعبًا، على الأقل بالنسبة لي، على أني قد لا أستطيع أن أوفيه حقه من الإجابة.
قلت قاطعًا الصمت الذي يخيم المكان
حبي لها لا يقتصر على سبب واحد بل أسبابي كثيرة، ساعطيك مثالًا، من صعب أن يبرر شخص سبب حبه لزوجته بكلمةٍ واحدةٍ، وإن فعل، فهو بالاحرى لا يحبها فعلًا.
و لكني أستطيع تبرير سبب واحد منهم، فإن كان بمقدوري أن أصف نفسي قبل أربعة سنوات. كان بإمكاني تلخيصها بكلمة إجتماعي، يملك روحًا تحب النُزَه وتجمعات البشر ومخالطتها لانه بكل بساطة فرد منا. فضلًا عن بغضه للعزله والتفرد والوحدة.
لكن البشر ايها الغريب لا يبقون على نفس حالهم، البشر يتغيرون، قد يتركك البشر في المنتصف، ثم تقف أنت في هذا المنتصف حائرًا تتسائل عن الأسباب وراء ذلك،
أحيانًا تتمنى لو أنهم قد ماتوا وأن يكون الموت هو السبب الرئيسي لهجرهم لك. لكنهم ذهبوا باردتهم.
تلك الطريقة التي تجعلك تشك في نفسك، إن كنت إنسانًا سيءً؟ ام إن كنت فعلت شيئًا ينفرهم منك؟ أو هل اخطأت بحقهم؟ إذن ماذا فعلت بحق الله؟ .
أحيانًا تتمنى لو أنهم قد ماتوا وأن يكون الموت هو السبب الرئيسي لهجرهم لك. لكنهم ذهبوا باردتهم.
تلك الطريقة التي تجعلك تشك في نفسك، إن كنت إنسانًا سيءً؟ ام إن كنت فعلت شيئًا ينفرهم منك؟ أو هل اخطأت بحقهم؟ إذن ماذا فعلت بحق الله؟ .
تدريجيًا تفقد ثقتك بنفسك. نعم هذا خطأ ولكن لم يكن اختيارك. فقد سلبت منك دون أن تشعر بذلك.
تلتفت حولك وتتأمل الواحات الفارغة فتجد كومة من الكتب تبتسم لك. وكأنها تقول. وهل كنت تضن أن أهجرك مثلهم؟ . هل انت اعمى؟ انا لا املك اقدام ولا اقوى على الرحيل اصلًا! .
لا تدري حينها أتبتسم للطافتها أم تحزن بان الوحدة التي خفت منها طوال حياتك وتحاشيت التفكير عنها لاحقتك وقد تملكتك. تذهب لتغسل وجهك لتتناسى تلك الافكار التي تقتل روحك بصمت.
فتنظر للمرآه. نفسها تلك المرآه التي تدربت امامها كيف تحي شخصًا تحبه او كيف يبدو زيك او حتى ملابسك الانيقة التي انتقيتها بعناية كي تلفت انتباه من تحبهم فعلًا. فتدرك انه من الماضي. اذن ماذا الآن؟
ملابس رثة سبق وان استنثرت فيها كل ما في انفك اثر انتهاء كل المناديل التي تملكها.
او حتى شعرك المجعد الذي يبدوا لامعًا للمرة الأولى بعد أن كنت تحرقه بفعل مصففات الشعر التي تجعل شعرك يبدو جميلًا أمامهم فتنزل دمعة مع صوت أصيص بصنك. فتنهض لتحضر كتابًا لتشرع في قرأته، فتظهر إبتسامة كنت تضن ان من المحال ظهورها بعد تلك الدموع.
تلتفت حولك وتتأمل الواحات الفارغة فتجد كومة من الكتب تبتسم لك. وكأنها تقول. وهل كنت تضن أن أهجرك مثلهم؟ . هل انت اعمى؟ انا لا املك اقدام ولا اقوى على الرحيل اصلًا! .
لا تدري حينها أتبتسم للطافتها أم تحزن بان الوحدة التي خفت منها طوال حياتك وتحاشيت التفكير عنها لاحقتك وقد تملكتك. تذهب لتغسل وجهك لتتناسى تلك الافكار التي تقتل روحك بصمت.
فتنظر للمرآه. نفسها تلك المرآه التي تدربت امامها كيف تحي شخصًا تحبه او كيف يبدو زيك او حتى ملابسك الانيقة التي انتقيتها بعناية كي تلفت انتباه من تحبهم فعلًا. فتدرك انه من الماضي. اذن ماذا الآن؟
ملابس رثة سبق وان استنثرت فيها كل ما في انفك اثر انتهاء كل المناديل التي تملكها.
او حتى شعرك المجعد الذي يبدوا لامعًا للمرة الأولى بعد أن كنت تحرقه بفعل مصففات الشعر التي تجعل شعرك يبدو جميلًا أمامهم فتنزل دمعة مع صوت أصيص بصنك. فتنهض لتحضر كتابًا لتشرع في قرأته، فتظهر إبتسامة كنت تضن ان من المحال ظهورها بعد تلك الدموع.
إبتسامة على شفتيك بطعم ماء عينيك. فشعرت بالراحة بعد أن لامس كلمات الكتاب روحك الهشة. وجدت أشباهك أخيرًا. ولم تعد تشعر بالوحدة مطقًا.
تخرج وتختلط بين الآف البشر ومع ذلك تشعر بالوحدة. في حين أن كتابًا واحدًا بجانك يشعرك بنقيض ذلك.
تذهب للمكتبه تنتقي ما يعجبك بعناية. إن أصابك الفضول فتحته وإن سئمت من حديثه أغلقته.
أصبحت الكتب جزءًا منك وأنت جزءٌ منها. أصبحت تفضل قضاء وقت معها أكثر من أي شخص في العالم.
فمن ضيق منظور البشر أن يهابون بعض الامور التي لم يخطر بخلدهم ولو للحظة بأنها قد تصبح مصدر قوة وسعادة يومًا ما
نعم اعترف. كنت اخشى العزلة.
و لم اكن أعرف أنها ستكون مصدرًا للطاقة
مصدر شحن للطاقة يجعلني أقوى على مواجهة هذا العالم بفكر وأسلوب مختلف تمامًا.
نعم تعلمت أن ما نخافه قد يكون مصدر قوة وسعادة يومًا ما.
و تعلمت أن الإنسان يتغير وتتغير أفكاره مادام حيًا. فان لم تتغير فهذا يعني أنه ليس حيًا أصلًا. قد يعني بأن روحه ميتة ولكن قلبه ينبض بالحياة لا أكثر.
تعلمت أن الله سبحانه خلق للبشر وللحيوانات عقول ولكنه ميز الانسان بقدرته على طرح الاسئلة وايجاد الأجوبة لها وبالتالي تحسين البيئة المحيطة. ولأن الحيوانات لا تملك القدرة على طرح الأسئلة. فحتى بعد أن تربيها و تدربها قد تطيعك دون أن تسأل نفسها لماذا؟ .
لذلك هي لم تستطع تحسين بيئتها. فش العصور أو جحر الثعبان لم يتغير منذ الأزل.
تعلمت أن السؤال سلاح ذو حدين. قد يكشف خبايا نفسك الخفية وقد يثير إلهامك وإبداعك.
فهل كنت سأكتب كل هذا لولا سؤال ذلك الغريب؟
رغد الغامدي
٢٦ / ٩ / ١٤٣٩ هـ
رغد الغامدي
٢٦ / ٩ / ١٤٣٩ هـ
من أجمل ماقرأت في الفترة الأخيرة.
فالفكرة رائعة وعميقة، الأسلوب متناسب ومشوق، والتشبيهات والأمثلة مرادفة ومساعدة لفهم مجمل الموضوع.
شكرًا لكِ على هذه الرائعة. ��✨
شكرًا ، كلامك صنع يومي❤️❤️❤️ فعلًا زاد حماسي للكاتبة أكثر !
أحسنتِ واجدتِ، مقال رائعة
ولقد احسن الغريب اذ بسببه خرجت لنا هذه المشاعر والكلمات
قرأت هذا المقال و الآلام ينتشر في جسمي
ولكن من روعة المقال نسيت كل مافي حولي
ابدعتي يا رغد ✒️🗝️
شكرًا ♡
وصفك دقيق حسيت اني بنفس المقهى مشاءلله
والاجابة كانت عميقة أعجز عن التعبير اقترح تنشري كتاب منجد حبيت كل حرف ~ رهف