السلام عليكم .
أهلًا بكم في مراجعة جديدة لكتاب جديد .
معلومات عن الكتاب :
– هو قصص من الحياة ، كما سماها مؤلفها ، لأن الحياة ألفتها . و هل تؤلف الحياة قصصًا ؟ نعم : “إن الحياة تؤلف قصصًا يعجز أبرع أهل الفن عن توهم مثلها”- ص٩٣ و ليست مقدمة الكتاب- ، و مما يلاحظ في هذه الأقاصيص أن أكثرها قصير ؛ فهي لا تكاد تتجاوز الصفحات العشر طولًا باستثاء واحدة تُجاوز الثلاثين . هذا من حيث الشكل ، أما من حيث المحتوى فيجمع أكثرها أنها تعالج مشكلات اجتماعية أو أخلاقية .
– عدد الصفحات : ٣٠٢
– التصنيف : قصص ، أدب
– سنة الإصدار : ١٩٥٩
معلومات عن الكاتب :
– هو الشيخ علي الطنطاوي ، فقية و أديب و قاض سوري ، و يُعتبر من كبار أعلام الدعوة الإسلامية و الأدب العربي في القرن العشرين .
– ولد الشيخ علي الطنطاوي في دمشق بسوريا ٢٣ جمادى الأولى ١٣٢٧ هـ لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم ، فقد كان أبوه ، الشيخ مصطفى الطنطاوي من العلماء المعدودين في الشام ، عاش في سوريا ثم انتقل للسعودية و توفي فيها عام ١٩٩٩ و له تسعون عامًا .
رأيي في الكتاب :
– بدايةً ، هذا أول كتاب قرأته للشيخ علي الطنطاوي و قررت قراءته في الشهر الفضيل بما يتضمنه من قصص معبرة .
إلا أن إختياري له في رمضان لم يكن إختيارًا موفقًا حتى تقيمي للكتاب كان سيئًا جدًا .. و المشكلة انني لم أدرك سوء ما قرأت إلا حين شارفت على إنهائه و سأتحدث عن النقاط التي لم استطع تقبها كقارئة :
– مقدمة الطبعة الأولى ، حيث أنها كانت أسوأ مقدمة قرئتها في حياتي ، لم تكن مقدمة مشوقة ، بل على العكس ! كانت مقدمة صادمة بالنسبة لي كقرائة ، حيث أنه قال “على أني قد عدت إلى هذه القصص فمشيت عليها بقلم الاختصار و الحذف ، و ضحيت بكثير من الصور الأدبية في سبيل الحياء و الخلق ، و تركت قصصًا برمتها لمّا رأيت أنها لا يمكن تنقيتها مما جاء فيها ، و لست أجوّر-مع ذلك كله- أن يوضع هذا الكتاب في أيدي الشباب و الشابات ، و إذا امتدت إليه يد شاب فأنا أوصية -إن أراد راحة أعصابه و هدوء باله- (وذكر بعض القصص )” ، السؤال هو ! إن كانت تلك القصص تنافي الحياء و الخلاق ، فلماذا كتبها ؟ و لماذا يكتب كتابًا يريدنا أن لا نقرأه ؟ ، حتى أنه كتبها و كأنه مبعوث و من الواجب أن يحكيها ، حتى بعد قراءتي للقصص تنهدت بسخف ، قصص عادية جدًا و تخلو من الحبكة و نهاياتها جدًا متوقعة ، و قديمة كذلك و لا تناسب عصرنا ، و لم تتضمن القصص اي عظة و عبرة و حتى لو ! فهي مناسبة للأطفال .
– قصص مكررة بكل ما تعنيه الكلمة ، فقد اعتدنا سماع هذا النوع ! رجل أعطاه ربه من خير الأرض كله و لم يجد السعادة إلا في العبادة و رجل دعته امرأة لفعل الفاحشة .. الخ .. لا جديد . اشعرني و كأنه سيقول قصة اسطورية لم اسمعها في حياتي بعد تلك المقدمة الصادمة !
– يتكون الكتاب من عدة قصص ، فما إن كنت انهي واحدة ، كنت اقلب الصفحة و اغمض عيني آملةً أن أقرأ ما هو جديد ، عن رجل معدوم فتح الله في رزقة و أصبح من كبار التجار ، أو امرأة تتصدق فاعطاها الله ما تمنت .. لكنها كانت عكس توقعاتي تمامًا ، كل قصة تحمل خيمات الأمل و كأنهم يتنافسون على ذلك و لم أجد بصيص الأمل و لو لحظة و القاسم المشترك بين جميع القصص المذكورة هو “العلاقة الجنسية” و الفاحشة و الفاحشة و العفاف و العرض !.. و كأن الحياة لا تملك قصصًا عدا قصص الشهوة و العلاقات الجنسية و كثرة تكرار ـ امرأةً ساحرة الجمال ، وصف فخذيها الابيضين و صف عينها و شعرها و وصف حال الرجل حين رأها ، و ما الذي لم يصفه بعد ؟ شعرت بتأنيب الضمير خصوصًا في شهر رمضان المبارك ، و كنت اتساءل كيف لي أن افضّل قراءة هذا الإبتذال على قراءة القران الكريم .. شعرت و كأنني شاهدت مشهدًا اباحيًا و ربما أسوء ، فالمشاهد لا توصف وصفًا دقيقًا مثلة ! و ليته اكتفى بقول الفاحشة فحسب دون وصفه الدقيق .
– بالإضافة أن حاشية الكتاب كانت تثير أعصابي ، فكان يفسر معنى كل شيء و كأننا لسنا عرب و لا نفقه حديث أهل الشام ، ألم تقل بأنه لا يناسب الشباب ، فكيف بكبير عاقل عالم بالعلاقات و يجهل كلمات بسيطة يتداولها أهل الشام ؟.. و ما العبرة لكبير أعتاد سماع تلك القصص ؟ ..
– الأسلوب كان مزيج ما بين المماطلة و الاستفزاز و لا أنصح بقراءته ، حتى أنه نصح في المقدمة و قال (خشيت من الله أن أكون قصدت الإصلاح فأفسدت) ، فقد حدث ما قد خشاه ، فقد هممت فعلًا !
– هذا الكتاب من أحدى أسوأ الكتب التي قرأتها في حياتي ، و أستغربت حتمًا حين قرأت تقييمات الناس له .
– و قد ذكر في الخاتمة أن كل ما كان يرجاه أن تعطي قارئها عواطف الخير أو فكرة من أفكار الحق ، و قد فعل نقيض ذلك
– و في النهاية .. سبق و أن ذكرت بأن هذا الكتاب هو أول ما قرأت للشيخ علي الطنطاوي رحمة الله .. و من الخطأ التعميم لمجرد كتاب واحد .. لذا سأعطيك فرصة أخرى ، يومًا ما سأقرأ كتابًا آخرًا له ..
– الغلاف : جميع اصدارات الشيخ تحمل نفس الغلاف ، إلا اني أراه بسيط و جميل .
– مدة قراءتي له : ٤ ايام
– هل فادني ؟ لا
– هل أوصي به ؟ لا
– تقييمي في Goodreads ؟ ٥/٠.٥
رغد الغامديشكرًا